السبت، 17 يوليو 2010


من رموز واعلام بلادي

فضيلة الشيخ العلامة الطاهر أحمد الزاوي


رحمه الله تعالى (1890- 1986)المؤرخ اللغوي الفقيهالأستاذ الشيخ الطاهر أحمد الزاوي أحد أعلام الحياة الثقافية المعاصرين في ليبيا, ولد ببلدة (الحرشا) في مدينة الزاوية الغربية سنة 1890, وتلقى مبادئ تعليمه بها, ثم شهد بداية الغزو الإيطالي سنة 1911, وحضر معركة (الهاني) الشهيرة, وفي أوائل سنة 1912 رحل إلى الأزهر لاتمام دراسته, فأخذ عن جماعة من العلماء ثم رجع إلى طرابلس سنة 1919, وعاصر حركة الجهاد الليبي في إقليم طرابلس حتى آخر سنة 1923, وأوفد خلال تلك السنوات في مهمات وطنية في الداخل. وفي سنة 1924 بعد انتهاء عمليات المقاومة في إقليم طرابلس خرج إلى مصر ثانية والتحق بالأزهر من جديد, وامتدت إقامته بها حتى سنة 1967, وأحرز خلال تلك الفترة إجازة (العالمية) سنة 1938, وتجنس بالجنسية المصرية, واشتغل بالتجارة حيناً, ثم بالتصحيح والتأليف والكتابة في الصحف, وموظفاً بوزارة الأوقاف, ومدرساً بالمدينة المنورة. كما كان أحد الأعضاء العاملين (باللجنة الطرابلسية) في سبيل القضية الليبية, وتوطدت صلاته وعلائقه بعدد من رجال العلم والسياسة. وعاد إلى ليبيا سنة 1967, وكان ـ غالباً- ممنوعاً من العودة إليها, وبعـد قيام الثورة سنة 1969 أُعطى إقامة دائمة ورُدَّت إليه جنسيته الليبية, وعين مفتياً للبـلاد " وهو أخر مفتي في ليبيا ، وبعده ألغي هذا المنصب ! " , ومنح شهادة تقدير في عيد العلم الثاني (لما قام به من جهود في ميدان الدراسات التاريخية 1971) وتوفي عن عمر متقدم يوم الأربعاء (5 – 3 – 1986).تصنيف موضوعي لمجمل آثاره : جمع الأستاذ الشيخ الطاهر أحمد الزاوي, كأبناء جيله من علماء الأزهر, وفي إطار الحياة الثقافية الثرية بمصر في النصف الأول من القرن العشرين, بين عدة ألوان من التراث العربي الإسلامي, فاشتغل (موضوعياً) بالتاريخ, واللغة, والفقه. وتوزعت جهوده في هذه الحقول المعرفية (إجرائياً) بين التأليف, والتحقيق, والترتيب, والاختصار, والتحرير. وانقسمت أعماله (جهوياًَ) إلى شقي التراث العربي الإسلامي, والمكتبة الليبية التي استأثرت بكل آثاره التاريخية.-
جهاده
شارك في معركة الهاني والتي وقعت في 26 أكتوبر 1911 وكان عمره 21 عاما. يقول الشيخ الطاهر: "تجمع المجاهدون في منطقة سوانى بنيادم وما حولها. ومنها توجه المجاهدون ليلاً إلى الهاني وعند الفجر بدأت المعركة وأبلى المقاتلون الليبيون بلاء عظيما". وذكر أن القرآن وهتاف "الله أكبر" والشعر الشعبي كانت المادة التعبوية للمجاهدين خلال المعركة. وسجل الشيخ الطاهر تفاصيلها في كتابه (جهاد الأبطال في طرابلس الغرب).
وهذه المعركة تعد من أهم معارك الدفاع عن مدينة طرابلس. ويذكر الشيخ الطاهر أنه شهد أحداث الحرب في طرابلس وما حولها من أول الاحتلال إلى قرب صلح اوشى في أكتوبر 1912. كما شهد تطور الصراع ضد الايطاليين والصراعات الداخلية بعد صلح بنيادم، أي منذ 1919 إلى 1924 وخلال هذه الفترة شارك في كثير من الاجتماعات والاتصالات والمصالحات، وكتب عن الكثير من تفاصيلها.
ومن الاجتماعات المهمة التي حضرها مؤتمر غريان سنة 1920 الذي انبثقت عنه هيئة الإصلاح المركزية - وكانت بمثابة حكومة وطنية - للقيام بأعباء إدارة الصراع ضد الإيطاليين. وكلف بأدوار تفاوضية مبعوثا من هيئة الإصلاح، فسافر سنة 1922 مع وفد إلى إجدابيا لنقل رسالة إلى إدريس السنوسي لإبلاغه باستعدادها لمبايعته بالإمارة. كما كلف بمهام أخرى أثناء الصراعات المحلية والقبلية لإصلاح ذات البين.
ومن هنا تأتى أهمية ما كتبه الشيخ الطاهر باعتباره معاصرا وشاهدا على تلك الأحداث التاريخية الكبيرة، وما تنطوى عليه من خفايا وتقلبات شكلت ولونت تاريخ تلك المرحلة من الجهاد، إضافة إلى انها تعكس للدارس جوانب من الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي كونت العقلية الليبية في ذلك الوقت.
وخلال سنوات الهجرة شارك في تأسيس اللجنة الطرابلسية برئاسة أحمد السويحلي عام 1943 ومن مبادئها:
. اعتبار القطر الليبي وحدة لا تتجزأ من حدود مصر إلى حدود تونس ومن البحر الأبيض المتوسط إلى حدود السودان.
. العمل على المطالبة باستقلال البلاد استقلالاً تامًا.
. العمل على مناهضة الاستعمار ومخططاته.
. الدعوة إلى جعل السياسة الليبية جزءا من سياسة الجامعة العربية.
وهذه المبادئ والإصرار عليهان إضافة إلى آراء أخرى جعلته في خلاف استمر طويلا. وانتهت به هذه المواقف إلى استمرار هجرته حتى بعد أن تحقق الاستقلال، ولم يعد إلى البلاد إلا في زيارات بإقامة محددة، وكانت تلك الزيارات في سنة 1950 في عهد الإدارة البريطانية ثم في سنة 1964 والثالثة في سنة 1967.
مؤلفاته التاريخية
- عمر المختار، القاهرة (د. ت) (أتَّم تأليفه سنة 1932) وصدرت طبعته الأولى باسم مستعار (أحمد محمود).
- جهاد الأبطال في طرابلس الغرب، القاهرة 1950.
- تاريخ الفتح العربى لليبيا، القاهرة 1954.
- أعلام ليبيا، طرابلس 1961.
- معجم البلدان الليبية، طرابلس 1968..
- ولاة طرابلس من بداية الفتح العربى إلى نهاية العهد التركى، بيروت 1970.
- جهاد الليبيين في ديار الهجرة (1343 - 1372 هـ / 1924 - 1952) طرابلس 1976.

[تحقيق النصوص والكتب
- التذكار فيمن ملك طرابلس ومن كان بها من الأخيار لابن غلبون، القاهر 1349 هـ(1930).
الجزء الثاني من : النهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب،
الوثائق السياسية
- نبذة عن أعمال إيطاليا في طرابلس الغرب، القاهرة (د. ت) صدر باسم مستعار (الشيخ عبد الحميد محمود).
- تقرير بشأن القضية الطرابلسية وما يتصل بها من أعمال الإنجليز في طرابلس : ترفعه اللجنة الطرابلسية بالقاهرة إلى جامعة الدول العربية والهيئات الإسلامية، اشترك في إعداده مع بقية أعضاء الهيئة التنفيذية للجنة القاهرة : اللجنة الطرابلسية 1946. (ضمه إلى كتابه : جهاد الليبيين في ديار الهجرة).
- الكتاب الأبيض في وحدة طرابلس وبرقة، القاهرة 1949. صدر باسم اللجنة الطرابلسية بالقاهرة، وهو مجموعة نصوص تتصل بحلقة من حلقات القضية الليبية، وهي الوحدة بين برقة وطرابلس (ضمه إلى كتابه : جهاد الليبيين في ديار الهجرة).
اللغة والأدب
- ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة، القاهرة 1959.
- مختار القاموس : مرتب على طريقة مختار الصحاح والمصباح المنير، القاهرة 1964.
- الكشكول، تأليف بهاء الدين العاملى، القاهرة 1961.
- النهاية في غريب الحديث والأثر، تأليف أبي السعادات مجد الدين المبارك ابن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري، تحقيق الزاوي وآخرين، القاهرة 1963 (5 أجزاء).
- من الأدب الليبى : ديوان البهلول، القاهرة 1966.
- مثلثات قطرب، نظم الأستاذ إبراهيم الأزهرى، بيروت 1984.
- منظومة الفروخى في الكلمات التي تنطق بالظاء والضاد، بيروت 19840
- الدرر المبثثة في الغرر المثلثة للفيروز آبادى، الدار العربية للكتاب 19870
الفقه
مجموعة فتاوى، بيروت 1973.
تحقيق مختصر خليل، للشيخ خليل بن إسحاق المالكى، القاهرة (د.ت).
الضوء المنير المقتبس في مذهب الإمام مالك بن أنس، تأليف محمد الفطيسي، القاهرة - 1966.
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مواقف الشيخ الطاهر وصلابته في الدفاع عن قناعاته، جعلت البعض يصفه "بشيخ المعارضين" على مدى نحو ثمانين عامًا من عمره. فقد عارض بقلمه الأتراك وممارساتهم، وعارض وجاهد بسلاحه وقلمه المستعمر الإيطالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق